تسعى معظم المؤسسات المالية إلى تحقيق الإستقرار المالي وتأمين نسب الدين من خلال معرفة نسب المديونية، ومدى تأثيرها على صحة التمويل للشركة ومدى استدامتها، وبالتالي تمكن من اتخاذ قرارات مالية أكثر حكمة، و تخطيطًا استراتيجيا مستقبليًا أفضل.
وتعرف نسب المديونية على أنها مؤشرات تستخدم في التحليل المالي لقياس حجم الديون المستخدمة من قبل الشركة لتمويل أنشطتها، مقارنة بحجم رأس المال الخاص بها، وتهدف هذه النسب إلى تحديد القدرة على تحمل الديون ومدى المخاطر المالية التي يمكن أن تواجهها الشركة.
ما هي نسبة الدين؟
نسبة الدين هي نسبة مالية تستخدم في المحاسبة لتحديد أي جزء من أصول الشركة يتم تمويله من خلال الديون، تقدم نسبة ديون الشركة وجهة نظر حول كيفية تمويل الشركة. يوفر هذا مؤشرُا واضحًا على مقدار الرافعة المالية التي تمتلكها.
تأخذ نسبة الدين في الاعتبار الأصول قصيرة الأجل وطويلة الأجل من خلال تطبيق كليهما في حساب إجمالي الأصول عند مقارنتها بإجمالي الديون المستحقة على الشركة.
ما هي أهمية تحليل نسب الديون؟
تكمن أهمية تحليل نسب الديون في معرفة قدرة الكيان المالي على سداد الدين من عدمه، ويعد التحليل المالي لنسبة الديون واحداً من أهم الأدوات المستخدمة بواسطة المحللين الماليين لقياس نسب الدين، والكشف المبكر عن وجود أعباء مالية قد تعيق الخطط المستقبلية للشركة، بالإضافة إلى العديد من النتائج المهمة الأخرى التي تساعد بدورها في الحفاظ على التصنيف الائتماني للمؤسسة.
التحليل المالي لنسبة الدين واتخاذ القرارات الإقتصادية
بالنظر إلى حجم المخاطر التي تنشأ عن عدم استخدام التحليل المالي لقياس نسب الديون، فالأمر لا يتوقف عند تلك المخاطر فحسب، لذلك فإن أهمية التحليل المالي لقياس مستوى الدين له فوائد إيجابية على المؤسسة، حيث يعطي الكثير من النتائج الهامة، والمؤشرات العامة لدى صناع القرار داخل المؤسسة، وسوف نستعرض بعض هذه النتائج:
1.تحليل القدرة على السداد
يساعد تحليل نسبة المديونية في قياس القدرة على تسديد الديون. إذا كانت هذه النسبة منخفضة، فإن الشركة تعتمد بشكل أقل على الديون وقادرة على تحمل المزيد من المخاطر المالية.
2.تقييم الاستدانة
تعطي نسبة المديونية فكرة عن مدى اعتماد الشركة على الاستدانة لتمويل أنشطتها ومشروعاتها. إذا كانت النسبة مرتفعة، فهذا يعني أن الشركة تعتمد بشكل كبير على الديون لتمويل أنشطتها، مما يزيد من المخاطر المالية في حالة تدهور الأوضاع الاقتصادية.
3.اتخاذ القرارات التمويلية
تساعد نسبة المديونية المستثمرين والمديرين في اتخاذ القرارات التمويلية الصائبة. فعلي سبيل المثال، إذا كانت النسبة مرتفعة جدا، فإن الشركة قد تحتاج إلى تحسين إدارة رأس المال والعمل على تقليل الديون.
4.تقييم الأداء المالي
يمكن استخدام نسبة المديونية لمقارنة أداء الشركة مع أداء شركات مماثلة في نفس الصناعة. يمكن أن تساعد هذه المقارنات في تحديد مدى صحة إدارة التمويل والاستدانة للشركة.
5.جذب المستثمرين
يهتم المستثمرون بنسب المديونية عند اتخاذ قرارات الاستثمار، فقد يفضلون الشركات ذات النسب المنخفضة لأنها تعتبر أقل مخاطرة وأكثر استقرارا ماليا.
بماذا تشير نسبة الدين؟
في أغلب الأحيان ُيفضل الكيان المؤسسي وجود مستوى منخفض من المخاطر، حيث يرتبط بعمل أكثر استقلالية، ولا يحتاج إلى الاعتماد بشكل كبير على الأموال المُقترضة، وبالتالي فهو أكثر استقراراً من الناحية المالية. يشير التحليل المالي لقياس نسبة الدين لهذه الشركات أن نسبة الدين منخفضة عند (أقل من 0.5 أو 50٪)، مما يشير إلى أن معظم أصولها مملوكة بالكامل، ويتم تمويلها من خلال حقوق ملكية الشركة، وليس الديون).
ويتم استخدام نسبة ديون الشركة من أجل تحديد مقدار المخاطر التي تحيط بالشركة ويجمع أكثر الخبراء الاقتصاديين أن مؤشر مستوى المخاطرة المرتفع يجب أن تتخطى نسبة الدين فيه (أعلى من 0.5 أو 50٪)
بشكل عام تشكل نسبة الدين داخل المؤسسات المالية حجر الزاوية في إعداد التقارير المستقبلية للمؤسسة، وإتخاذ القرارات المهمة نحو استراتيجية أفضل لإدارة الدين، يكون ذلك عن طريق شركات التحليل المالي التي تتمتع بالخبرة اللازمة في إدارة وتحليل نسب الدين داخل المؤسسات المالية.