التعريف بنسب السيولة
يعد موضوع التحليل المالي احد المواضيع المهمة في حقل الادارة المالية والمحاسبة اذ من خلاله تتمكن ادارة المنشأة تشخيص نقاط القوة والضعف لذلك فإن نسب السيولة هي أحد المقاييس المالية التي تقيس قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل وتحويل أصولها إلى نقد بسرعة دون تكبد خسائر كبيرة ودون الحاجة لمساعدة خارجية لذلك توفر نسب السيولة رؤى قيمة حول وضع سيولة الشركة وقدرتها على سداد الديون وتغطية نفقات التشغيل والاستفادة من فرص الاستثمار. وتستخدم بشكل شائع من قبل المستثمرين والدائنين والمحللين لتقييم الحالة المالية للشركة وكفائتها في إدارة أصولها وهي واحد من النسب المالية بجانب أنها ضرورية لتقييم الصحة المالية للشركة على المدى القصير، وتستخدم جنبًا إلى جنب مع المقاييس المالية الأخرى لاكتساب فهم شامل للأداء المالي الشامل واستقرار الشركة. من المهم أيضًا ملاحظة أن نسب السيولة المثلى تختلف باختلاف الصناعات لذلك يجب إجراء مقارنات داخل نفس الصناعة من أجل تقييم أفضل إضافة الي ذلك إن اعتماد الشركات على اعداد قائمة المركز المالي الميزانية العمومية وقائمة الدخل نهاية السنة المالية دون استخدام النسب المالية وتحليل وتفسير هذه النسب يعد المشكلة الرئيسية لكون ارقام القوائم المالية لاتدل الا عن قيام الموجودات والمطلوبات وحق الملكية في تاريخ معين كما البيانات التي توفرها القوائم المالية لايمكن استخدامها لاغراض التخطيط وتقيم كفاءة الاداء دون استخدام احدى وسائل التحليل المالي والتي تتمثل باستخدام النسب المالية ومقارنة بيانات القوائم المالية للسنة الحالية بالسنوات السابقة وبما يعزز كشف نقاط الضعف والقوة ويحقق كفاءة الاداء..
أهمية نسب السيولة للشركات :-
السيولة تقوم بتحويل الأصول إلى النقد أو توفر كمية كافية من التدفقات النقدية الواردة إلى الشركات للسماح بالتدفقات النقدية الخارجة او الصادرة وتُعد المقارنة بينهما هي أفضل طريقة لمعرفة نسب السيولة فيها لذلك تهتم معظم الشركات بمقارنة نتائج نسب السيولة الخاصة بها مع الشركات الأخرى مما يجعلها واعية بقدرات منافسيها وتوجههم الاستراتيجي، إلا إن الأبحاث والحسابات المتعلقة بنسب السيولة قد لا تكون بنفس الكفاءة عند مقارنة الشركات ذات الأحجام والقطاعات المختلفة، فمقارنة شركة عملاقة عالمية متعددة الجنسيات يختلف بالتأكيد عن شركة محلية ناشئة ومن ناحية اخري يصف مصطلح السيولة مدى سرعة أو سهولة جمع الأموال لتغطية الالتزامات قصيرة الأجل مثل الفواتير وتشمل الأصول السائلة تلك التي يمكن بيعها بسهولة مثل السندات والأسهم ويعتبر النقد هو الاكثر سيولة
والاهم من ذلك تحتاج الشركات إلى الاحتفاظ بما يكفي من النقود لوفاء بنفقاتها والتزاماتها من أجل الدفع لمورديها وعمل كشوف المرتبات والحفاظ على العمليات اليومية وإمكانية توسع العمل وبإختصار كلما زادت سيولة الشركة قلت احتمالية الخسارة لذلك عندما تكون نسب السيولة منخفضة فإن الشركة تكون عاجزة عن تلبية التزاماتها قصيرة الأجل مثل سداد القروض ودفع أجور العمال أو الموردين وهو ما قد يحدث لأفضل الشركات وأكثرها أماناً.
كيفية قياس نسب السيولة
يمكن قياس سيولة المنشأة من خلال مدى قدرتها على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الاجل عند استحقاقه
والمقايس الرئيسية للسيولة هي :-
نسبة التداول ، نسبة السيولة السريعة ، صافي راس المال العامل
أولا :- نسبة التداول
وهي من اكثر النسب المالية شيوعاً لقياس سيولة المنشأة وهي تقيس قدرة المنشأة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة لذلك فهي تؤشر الي هامش الامان من خلال قدرة الموجودات المتداولة على تغطية الاجل بالاضافة الي المطلوبات المتداولة وان ارتفاع النسبة هو مؤشر جيد لسيولة الشركة
ثانيا :- نسبة السيولة السريعة
وتقاس هذه النسبة من خلال حاصل قسمة الاصول المتداولة مطروحاً منها المخزون على الخصوم المتداولة اما في الشركات التي لاتتعامل بالمخزون لاتمتلك المخزون فان نسبة السيولة السريعة تساوي نسبة التداول كما هي الحال في قطاع المصارف .
ثالثا :- صافي رأس المال العامل
ويمكن قياس صافي راس المال العامل باستخدام المعادلة التالية
صافي راس المال العامل = الموجودات المتداولة – المطلوبات المتداولة
وهذا القياس يكون مفيداً لاغراض الرقابة الداخلية في الشركة وعند الحصول على دين طويل الاجل فغالباً ما تتضمن اتفاقية القرض حداً ادنى من صافي را س المال العامل الذي يجب ان تحافظ عليه المنشأة وهذا الشرط يحمي الدائنون عن طريق الزا م الشركة بالاحتفاظ بسيولة جيدة
وأخيرا نسب السيولة جزءاً أساسياً من التحليل المالي فهي لا تسمح للإدارة والشركات باكتساب رؤى حول إدارة استثمارات الشركات وحسب ولكنها تمنحنا فكرة عن وضعها المالي العام.